يتساءل كثير من أولياء الأمور والطلاب حول أساسيات القبول لمؤسسات التعليم العالي السودانية، وفي هذه المقالة سنورد أهم أسس وشروط القبول للجامعات السودانية كمدخل لعملية القبول لمؤسسات التعليم العالي السودانية.
في البداية فإن الجهة المنظمة لعمل مؤسسات التعليم العالي السودانية هي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهي تمارس صلاحياتها بموجب القانون؛ حيث تقوم بتنظيم أعمال التصديق والإشراف الإداري والفني والأكاديمي على مؤسسات التعليم العالي، ولا توجد أي مؤسسة تعليم عالي لا تخضع لذلك الإشراف سواءً كانت مؤسسة حكومية أو خاصة أو أهلية أو أجنبية تمارس نشاطها داخل السودان.
وتقوم الوزارة ممثلة في مختلف الأقسام والإدارات الفنية بها بمختلف الأدوار المهمة مثل: التصديق للمؤسسات الجديدة، وإجازة الكليات والبرامج الأكاديمية، والتصديق بالأعداد المسموح بقبولها في الكلية أو التخصص (الأعداد المخططة) أو تخفيضها وفقاً للمخطط العام ووفقاً للتجهيزات المعدة بالكلية أو التخصص، إضافةً إلي تنظيم أعمال القبول والتحويل بين المؤسسات واعتماد الشهادات وتوثيقها، وغيرها من مختلف الأدوار؛ فوزارة التعليم العالي والبحث العلمي يمكن اعتبارها الضامن الأول للمؤسسات التعليمية فلها من الصلاحيات بموجب القانون ما يؤهلها لتجميد القبول أو حتى تسيير جامعة أو كلية أو تخصص بنفسها في حالة المخالفة للقانون أو المشكلات المهددة للعملية التعليمية، فتتدخل الوزارة لتصحيح الأوضاع حتى لا يتضرر الطلاب.
إحدى أهم الإدارات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، هي الإدارة العامة للقبول وتقويم وتوثيق الشهادات، وهي الإدارة المختصة بشئون ترشيح وقبول الطلاب الجدد أو تحويل الطلاب القدامى وتوثيق واعتماد ومعادلة الشهادات والدرجات العلمية من داخل وخارج السودان، وهي إدارة منشأة بموجب أحكام لائحة القبول لمؤسسات التعليم العالي لسنة 2017م والتي أجازها المجلس القومي للتعليم العالي، ويمكن القول بأن الإدارة مسئولة عن مدخلات نظام التعليم العالي ومخرجاته من الطلاب.
تعتبر لائحة القبول لمؤسسات التعليم العالي لسنة 2017م حجر الزاوية في عملية القبول، وهي بمثابة عقد بين الطلاب والدولة ومؤسسات التعليم العالي والمجتمع، لذا فسنستعرض في هذا المقال بعض الجوانب المهمة في تلك اللائحة، وسنفرد مقالات أخرى مفصلة في بعض أجزاء اللائحة لتلبي المتطلبات المعرفية لجمهور المنصة.
في البدء قامت لائحة القبول لمؤسسات التعليم العالي لسنة 2017م بإلغاء اللائحة القديمة التي كان معمولاً بها منذ العام 2003م، وتم توفيق الأوضاع لحيث وقت صدور اللائحة في 2017م، ومنذ ذلك التاريخ وهي تمثل النظام الحاكم لعملية القبول في مؤسسات التعليم العالي السودانية
أسس وضوابط الترشيح للقبول:
حددت اللائحة ثلاث نقاط إجرائية رئيسية لأسس وضوابط الترشيح للقبول، وهي:
أن الطالب يتم ترشيحه لمؤسسات التعليم العالي بناءً على ترتيب الرغبات المسجلة في استمارة التقديم (أي أن الطالب يتم ترشيحه بناءً على الرغبة الأولى “المستوفي لشروط الالتحاق بها” ثم التي تليها ثم التي تليها وهكذا).
أن لجنة قبول التعليم العالي تقوم بتصحيح أي أخطاء في عملية القبول في فترة زمنية محددة.
تمثل النسبة والمفاضلة المعلنة لكل كلية أو تخصص الحد الأدنى للترشيح: والنسبة هي النسبة المئوية للنجاح التي حاز عليها الطالب في الشهادة الثانوية.
شرط القبول العام:
يعرف بشرط القبول العام بأنه مجموع (5) شروط تكون مجتمعةً مع بعضها البعض، أي تمثل (حالة للطالب)، وتلك الشروط هي:
النجاح في الشهادة الثانوية أو ما يعادلها (أي يجب أن يكون الطالب قد أكمل المرحلة الثانوية بنجاح).
يكون التقديم بالشهادة الثانوية المتحصل عليها في نفس العام (أي أن الشهادات القديمة لا تنافس الشهادات الجديدة في مرحلة التقديم العام أو الأولى، لكن يسمح بالتقديم للشهادات القديمة في مرحلة أخرى ضمن حصة المقاعد المتبقية أو الشواغر حيث يمكن السماح بالتقديم للشهادات القديمة وفقاً لما تراه لجنة القبول).
القبول للبكالريوس يتم بالنسبة المئوية والتي تحسب من المواد الإجبارية تُضاف إليها ثلاث مواد من المواد المؤهلة للقبول تُحدد حسب الكلية أو التخصص المعني (أي أن القبول لبرامج البكالوريوس يكون بحساب المواد الإجبارية الأربعة “اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، التربية الدينية، الرياضيات” إضافةً إلي ثلاث مواد من المواد الاختيارية وفقاً لشروط المواد المؤهلة لكل كلية).
يتم القبول للدبلومات بالنسبة المئوية والتي تحسب من خمس مواد تحددها لجنة القبول وتكون الشهادة الثانوية في نفس عام القبول علي أن يُسمح بالتقديم للشهادات السابقة له بعد إعلان نتيجة القبول للدور الأول.
يحق للطالب المنافسة للقبول بعد إستيفاء كل شروط القبول العامة والخاصة بمؤسسات التعليم العالي بشهادة ثانوية واحدة تم الحصول عليها في عام أكاديمي واحد.
التقديم للدور الثاني:
الدور الثاني هو المرحلة الثانية للتقديم بعد الدور الأول، وتكون المنافسة فيها على مقاعد الشواغر للدور الأول، وتختلف عن مرحلة الدور الأول في أن الدور الأول يأخذ نتيجة قبول العام السابق كحد أدنى للتقديم فيه، أما الدور الثاني فيؤخذ فيه نتيجة قبول الدور الأول (الخاص بنفس العام) كحد أدنى للتقديم فيه، أي أن الحد الأدنى يمكن أن يزيد أو ينقص في الدور الثاني بناءً على نتيجة الدور الأول، وفيما يلي ضوابط التقديم لقبول الدور الثاني:
تمثل النسبة المئوية للقبول في الدور الأول الحد الأدنى للمنافسة في الدور الثاني.
الطالب الذي رشح في الدور الأول بالمؤسسات الحكومية بكالريوس لايحق له التقديم للقبول في الدور الثاني.
الطالب الذي تم ترشيحه للقبول في الدور الأول بمؤسسات التعليم الخاص والأهلي والأجنبي عليه تقديم إستقالته من مكان الترشيح قبل التقديم للدور الثاني.
المفاضلة:
المفاضلة تعني منح الأفضلية للطالب الذي حاز مجموع درجات أكبر في مواد معينة محددة للمفاضلة بين طالبين أو أكثر في كلية أو تخصص معين عند تساوي النسب (مثال: إذا تقدم طالبين لكلية الطب وكانت نسبة الطالبين متساوية 98% مثلاً، وكان الطالبين يتنافسون على مقعد واحد بالكلية، في هذه الحالة يتم النظر إلي مجموع درجات مواد المفاضلة المحددة لكلية الطب، وهي الرياضيات المتخصصة، الفيزياء، الكيمياء، والأحياء، فالطالب الذي حاز على درجات أكبر في مجموع درجات تلك المواد يكون أحق بالترشيح للكلية من الطالب الآخر)، وهذه المفاضلة تحدث عندما يتبقى مقعد واحد أو مقاعد محددة لا تكفي لعدد الطلاب المتقدمين والمشتركين في النسبة.
التحويل بين مؤسسات التعليم العالي:
ينقسم التحويل بين مؤسسات التعليم العالي إلي نوعين: تحويل في السنة الأولى، وتحويل بعد السنة الأولى.
التحويل في السنة الأولى: يتم عبر الإدارة العامة للقبول وفقاً للضوابط التالية:
إستيفاء نسبة القبول والمفاضلة للكلية أو التخصص المحول اليه.
وجود مقاعد شاغرة للكلية أو التخصص المحول إليه.
يجوز للجنة إضافة أي شروط أخرى تكون لازمة للتحويل.
التحويل بعد السنة الأولى: يتم تحويل الطالب من مؤسسة إلي أخرى بعد السنة الأولى وفق الضوابط الآتية:
إحضار تفاصيل الدراسة من المؤسسة المحول منها موثقة من التعليم العالي.
أن يكون الطالب ناجحاً في كل مواد الكلية المحول منها.
لايحق للطالب المفصول أكاديمياً التحويل لأي مؤسسة أخرى.
أن يكون مؤهلاً وحاصلاً على الحد الأدنى للمنافسة للكلية المعنية في السنة المعنية التي يرغب في التحويل إليها في إطار القبول العام، أو أن يتم تحويله على نظام النفقة الخاصة مستوفياً الحد الأدنى للقبول علي نظام النفقة الخاصة في العام الذي تحصل فيه علي الشهادة الثانوية.
يجوز للجنة إضافة أي شروط أخرى تكون لازمة لإجراءات التحويل.
تعتمد إجراءات التحويل بواسطة الإدارة العامة للقبول بمنح رقم الطالب الجامعي.
أي أن التحويل يجب أن تتحقق فيه عدد من الشروط خاصةً للتحويل بعد السنة الأولى؛ حيث يجب أن يكون الطالب مكملاً لمواده الدراسية في الكلية المحول منها، ولا يسمح بانتقال الطالب طالما كان عليه أي عبء أكاديمي غير مستوفي مثل الملاحق والبدائل والإعادة وغيرها من الحالات الأكاديمية (أي يجب أن يكون سجل الطالب نظيفاً في الكلية المحول منها فالكلية الجديدة التي ينوي الطالب الانتقال لها ليس عليها عبء المواد الدراسية القديمة للطالب، كما لا يسمح بانتقال الطالب المفصول أكاديمياً، كما أنه يجب أن يكون الطالب مستوفياً لشروط القبول للكلية المحول منها في نفس سنة التقديم (مثال: طالب حائز على نسبة 75% تم قبوله في كلية الطب في جامعة معينة في سنة 2019م وهو الآن أكمل السنة الدراسية الثالثة وينوي الانتقال لجامعة أخرى كانت نسبة القبول لها في سنة 2019م 95% وكان الحد الأدنى للقبول على النفقة الخاصة 90% فإن ذلك يعني أن الطالب غير مستوفي للتحويل لتلك الجامعة).